كتب:شهد أسامة

كم مرة ارسلت رسالة بكل هدوء،فيأتي رد الطرف الآخر بعبارة: “هرن عليك ”.فترمش عيناك، ثم تمر لحظات من الصمت، وتزداد ضربات القلب ليرنّ الهاتف، فتشعر بشيء من الرهبة. نعم، لم يكن إنذار خطر، ولا صوت صافرات إنذار، فقط مكالمة هاتفية عادية لكنها كفيلة بأن تُربك يومك، وتُفقدك الأتزان للحظات.

في الحقيقة، أنت لست وحدك، فنحن “جيل زد” نعتبر المكالمة الهاتفية كائناً غريبًا وغير مُرحّب به، لسنا مصابين بفوبيا الهاتف، لكنها ببساطة اصبحت تمثّل عبئًا غير مرغوب فيه، يقتحم لحظاتنا دون إنذار، ويضعنا أمام حوار حيّ لا مجال فيه لتحرير الجمل أو مراجعة النبرة.

نحن لا نكره الحديث، بل نفضل ان نختار كلماتنا بعناية.فالمكالمة تفرض عليك أن ترد بسرعة، تفكر بسرعة، وتتحدث بسرعة. لا وقت للتفكير، لا مهرب من الأجابة، وأحيانًا لا نعرف حتي كيف ننهي المكالمة! اما الرسائل النصية فتعطينا كل ما نحب من مساحة، خصوصية، وراحة.

وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نُشرت علي موقع Psychology Today عام 2023 أن المكالمات الهاتفية تُثير مشاعر التوتر لدى نسبة كبيرة من جيل زد، بسبب “ضغط الرد اللحظي، والخوف من ارتكاب خطأ دون وقت كافٍ للتفكير”. كما كشفت بيانات من LinkedIn News عام 2021 أن 75% من الجيل زد يُفضّلون الرسائل النصية، واعتبروها أكثر احترامًا لوقتهم وحدودهم الشخصية.

فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي إن تجاهلنا مكالمتك، نحن فقط نُفضّل أن نرد ونحن نرتدي “بجامتنا النفسية”، لا أن يُؤخذنا الحديث على حين غرّة، ارسل رسالة وامنحنا رفاهية التفكير، وربما نرد.

Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *