كتب:إسراء عبدالحميد عبدالعظيم

تيك توك..القاتل المتسلسل

تحديات التيك توك تحت شعار تحديات الموت

تحديات التيك توك من الترفية إلى الموت

طارق محمد: المراهقين هم الأكثر عرضة للمشاركة في تحديات التيك توك

نعيش في عصر أصبحت فيه منصات التواصل الإجتماعي تسيطر على عقول الشباب، تُنشأ منصة تلو الاخري، لا نعرف ما السبب وراء ظهورها، وما غايتها، ولكن نستخدمها، لكل منها سياسة خاصة بها، ولكن المثير في الأمر أننا نجيد إستخدامها.تعدت هذة المنصات مراحل الترفية والتسلية، و أصبحت مهددة للحياة وذلك من خلال منصة”تيك توك” التي أصبحت منصة للتحديات المتنوعة، فالجميع عليها يشاركون ويتنافسون في التحديات والتي تتسبب في إصابات خطيرة للمشاركين، بل وفي بعض الأحيان تؤدى للوفاة، برأيك لماذا يقوم الشباب بعمل هذة التحديات؟، وكيف ينظر الدين إلى تعريض الإنسان نفسه للخطر من أجل الترفيه؟

من التسلية إلى الموت

قال الدكتور أحمد السواح إستشاري القلب، أن تحديات التيك توك ظاهرة مثيرة للجدل، وذلك بسبب خطورة بعض التحديات المنتشرة والتي قد تؤدي في بعض الحالات للوفاة، وبسؤاله عن الأضرار الصحية التي قد تنتج عن تحدي تناول معلقة قرفة بدون ماء أو إستنشاق أبخرة مزيل.

أجاب السواح قائلاً أن القرفة مفيدة للقلب، ولكن لديها طريقة لتناولها عن طريق غليها، لافتاً إلى أن الإستهلاك المتزايد لها، قد يتسبب في زيادة معدل ضربات القلب، وارتفاع درجة حرارة الجسم، كما أنها تتسبب في إلتهاب، وحساسية الجسم، وقد ينتج عن هذة الحساسية، سيلان الأنف، قرحة العين، وتورم الوجه واليد.

وأستكمل قائلا أن ليس هناك أضرار عند إستنشاق أبخرة مزيل عرق أستنشاق عرضي، ولكن عند تعمد إستنشاقه يكون له عدة تأثيرات على الجهاز التنفسي والعصبي، كما أنه يمكن أن يتسبب في

إلتهاب العين، مشيراً إلى أن مزيل العرق قد يحمل في بعض الأحيان على مواد كيماوية التي قد تكون مسرطنة على المدى البعيد.

الصراع بين الشهرة والصحة النفسية

قال بيتر مجدي اختصاصي الصحة النفسية، أن تحديات التيك توك نابعة من أن لم يعد شكل القدوة كما كان سابقاً، وأن البعض يرى أن الشهادات ليس لها أي قيمة على الإطلاق، وأن الأفضل هو من يكتسب المال والشهرة في فترة وجيزة، بالتغاضي عن الطريقة.

وأضاف أن العوامل النفسية هي التي تدفعهم للمشاركة في هذة التحديات، الإحساس بالانتماء، هوس الشهرة، يريد أن يصل مهما كلفه الأمر، يتصور حياته في ذهنه، يصبح لدي جمهور، يتجمعون من حولي لإلتقاط بعض الصور معي، أصبح قادر على شراء الأشياء التي كانت حلم بالنسبة لي ، مشهد رائع، ويعتبر من اكثر المشاهد المرضية للنفس، وهذا ما يبحثون عنه، كيفية إرضاء غرور النفس.

وأوضح أن ذلك يبدأ من الصغر، ففي مجتمعنا الأن أصبح لدى الطفل الذي لم يكمل عامين جهاز محمول خاص، ويبدأ في مشاهدة هولاء الأشخاص، ويترسخ في ذهنه أن هذا هو النجاح، ويقوم ببناء أحلامه على هذا الأساس، ويتردد في ذهنه عام بعد عام كيف أن أكون ”تيك توكر”،”يوتيوبر” مشهور وليس ”طبيباً مشهوراً”، وعندما يصبح شاباً يافعاً ، يبدأ في مشاركة بهذة التحديات، ويكون الأهل هم الداعمون الأساسين، بل وأن هناك بعض من الأهالي يشاركون في التحديات، غافلين عن الاضطرابات النفسية التي قد تحدث لأبنائهم مثل القلق والاكتئاب، نتيجة لعدم حصولهم على مشاهدات عالية،وتحقيق الشهرة المطلوبة.

رأي الدين في المخاطرة بالنفس

قال الشيخ نادي سعيد أحد علماء الأزهر الشريف، أن الإسلام أمرنا بحفظ النفس والعقل والمال، وعدم الإنجراف وراء الشهوات، لافتاً إلى أن أحد أسباب إنجراف الشباب وراء هذة الشهوات، هو الفراغ، و الذي أخبرنا عنه رسولنا الكريم في الحديث الشريف”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”، فلذلك يجب علينا إشغال وقت الفراغ في طاعة الله سبحانه وتعالى.

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى حسنا على أن نعيش عيشة هنية نعم نفرح ولكن بضوابط، وقيود، وأن الفرح لا يكون بالتأثير على العقل، أو المال، أو النفس، وذلك لأن النفس عند الله غالية قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ”وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَ أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”|الاية ١٩٥ من سورة البقرة.

وأشار ألى أن لابد للمجتمع أن يساهم للقضاء على هذة الظاهرة من خلال المدارس، والجامعات، والمساجد، وايضاً البرامج الدينية التي تحس الناس على استخدام منصات التواصل الاجتماعي إستخدام صحيح. مضيفاً أن هناك دور فعال للخطاب الديني، في توعية وإقناع الشباب للإبتعاد عن هذة الظواهر المضرة للنفس.

واستكمل قائلاً أن هناك أيضاً دور كبير على الآباء، فيجب عليهم مراقبة أبنائهم وتوجيههم، وأنهم مسؤلون أمام الله عن أفعال أبنائهم، إستناداً لقول رسول الله ﷺ:”كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،…..”، مؤكداً على أن للوازع الديني أيضاً دور في إنقاذ النفس من الفتن فكلما كان الإنسان أكثر مراقبة لربه سبحانه وتعالى، كلما إبتعد عن ما حرمه الله، فيقول سبحانه وتعالى:

 ”وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ”، والمعية هنا ليست معية بالذات وإنما هي معية علم، فالله سبحانه وتعالى معنا بعلمه، ويرى كل شيء ويسمع كل شيء، فإذا وضع الإنسان هذا نصب عينيه، فلا شك أنه سيعمل حساباً لكل خطواته، وأقواله، وأفعاله.

كيف تعمل خوارزميات تيك توك تجاه التحديات الخطيرة

قال المهندس طارق محمد مدرب الذكاء الاصطناعي فيoutlier، أن خوارزميات تيك توك مصممة لتعزيز التفاعل والإستخدام من خلال عرض محتوى يجذب الانتباه، دون النظر إلى نوع المحتوى وإلى ماذا يشير، فهذة الخوارزميات تعمل على معرفة الفيديوهات الأكثر تفاعلاً من الجمهور، وتبدأ في عرضة لمزيد من المستخدمين.

وأشار إلى أن هناك أنظمة مراقبة آلية وفرق بشرية لمراجعة المحتوى، ولكن ليست في جميع البلدان، مستكملاً أن هذة الأنظمة قد تواجة صعوبة في التعامل مع المحتويات الضارة بأجمعها، وأيضاً أن المحتوى الضار بالنسبه لهم هو من يحمل رسائل مباشرة للعنف، وأن هذة التحديات من منظورهم هي وسيلة للترفية.

وأكد طارق على أن منصات التواصل الاجتماعي، أحد أسباب إنتشار المحتوي الضار، إن لم تكن السبب الرئيسى، و يرجع ذلك إلى الخوارزميات التي تعمل بها، موضحاً أن طبيعة المحتوى القصير على تيك توك، يجعله أكثر عرضة من المنصات الأخرى لإنتشار التحديات الخطيرة،

وأضاف أن جميع الدراسات تشير إلى أن المراهقين هم الأكثر عرضة للمشاركة، وذلك بسب ميلهم للمغامرة والتأثر بالأقران، لافتاً إلى أن يمكن للآباء إستخدام أدوات مثل وضع العائلة على المنصة لمراقبة وتقييد المحتوى الغير مناسب، وايضاً التحدث مع أبنائهم وتوجيهم لإستخدام الإنترنت بشكل آمن.

المؤسف في الأمر أن الجميع يبحث عن الشهرة فقط، وأنهم على إستعداد للقيام بأي شيء للوصول إليها، حتى أن كان ذلك يهدد حياتهم، ولذلك أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تشكّل خطرا كبيرا علينا، وبالرغم من ذلك لا نزال نستخدمها، وكأننا غير قادرين على الابتعاد عنها.

Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *