إعداد: فارس محمد فؤاد
في عالم مليء بالتحديات لا يبدو النجاح دائمًا سهل المنال لكن عندما يتحلى الشخص بالإصرار والطموح تصبح الصعوبات مجرد خطوات نحو تحقيق الحلم وهذا هو حال فارس محمد فؤاد الشاب الذي بدأ رحلته التجارية من مكان متواضع ليصنع لنفسه اسماً في عالم التجارة فمن تجارة الأدوات المنزلية إلى التجارة الإلكترونية استطاع فارس أن يُثبت أن النجاح لا يتوقف عند نقطة البداية بل هو نتاج الجهد المستمر والقدرة على التكيف مع كل ما يواجهه من صعوبات.
فلم يكن فارس محمد فؤاد مجرد شاب يسعى وراء حلمه، بل كان نموذجًا للإصرار والمثابرة حيث بدأ رحلته في عالم التجارة منذ الصغر مستلهمًا شغفه من والده التاجر الناجح الذي كان مصدر إلهامه الأول ولم ينتظر فارس حتى يكبر ليدخل هذا المجال بل قرر في الصف الثاني الإعدادي أن يخوض التجربة بنفسه، وكانت محطته الأولى داخل محل أدوات منزلية حيث عمل مع التاجر المخضرم الحاج عاشور وهي التجربة التي وصفها لاحقًا بأنها كانت مدرسته الأولى في البيع وفنون التعامل مع الزبائن.
الخطوات الأولى نحو النجاح
ومع انتقاله إلى المرحلة الثانوية نمت لديه روح المبادرة فقرر خوض أول تجربة استثمارية بصحبة ابن خالته من خلال تأجير طاولة “بينج بونج” خلال شهر رمضان وهي الخطوة التي أكسبته ثقة كبيرة بعد أن حقق أرباحًا يومية مجزية ولم يكن هذا النجاح سوى بداية إذ قرر بعدها توسيع نطاق تجربته فاستثمر مدخراته في تجارة الأدوات المنزلية وبدأ يبيع المنتجات في سوق الجمعة بمنطقة جامع عمرو بن العاص الذي وصفه بأنه مدرسة أخرى صقلت مهاراته التجارية وعلمته كيفية التعامل مع تقلبات السوق.
من بائع متجول إلى صاحب محل
مع انتهاء الثانوية العامة لم يتردد فارس في اتخاذ خطوة جريئة بتحويل شغفه إلى مشروع حقيقي فافتتح أول محل خاص به لبيع الأدوات المنزلية وبالرغم أن والده كان داعمًا له فإن البداية لم تكن سهلة لكنه اعتمد على استراتيجيات تسويقية مبتكرة، مثل تقديم العروض والتخفيضات لجذب الزبائن وهي الخطوة التي ساعدته على بناء قاعدة عملاء مخلصة مما مكنه لاحقًا من توسيع نشاطه وزيادة رأس المال.
ولم يتوقف فارس عند الأساليب التقليدية في البيع بل أدرك أهمية مواكبة التطورات الحديثة، فدخل عالم التجارة الإلكترونية وهو ما ساعده على الوصول إلى شريحة أكبر من العملاء وزيادة مبيعاته بشكل ملحوظ. اليوم، يخطط فارس لافتتاح فرع جديد في منطقة فيصل إلى جانب التوسع في تجارة مستحضرات التجميل والإكسسوارات الحريمي، وهو ما يعكس رؤيته الطموحة في توسيع نشاطه التجاري.
تحديات وعقبات.. لكنها لم توقفه
رغم النجاحات التي حققها، لم تكن رحلة فارس خالية من التحديات، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية مثل تعويم الجنيه لكنه تعامل معها بذكاء حيث لجأ إلى تقليل التكاليف والكميات دون المساس بجودة المنتجات، مؤمنًا بأن النجاح لا يُقاس فقط بالأرباح بل أيضًا بالقدرة على الاستمرار في مواجهة التغيرات الاقتصادية.
دروس من التجربة ونصائح للشباب
فمن خلال رحلته في عالم التجارة أدرك فارس أن الخبرة العملية تفوق أي نظريات أو شهادات أكاديمية، لذا ينصح الشباب بالعمل مع أصحاب الخبرة قبل بدء مشروعاتهم الخاصة. كما يرى أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل مجرد خطوة في طريق النجاح، مشددًا على أهمية تكوين فريق عمل قوي، باعتباره العمود الفقري لأي مشروع ناجح وهو ما يجعله يحرص على اختيار موظفين يتمتعون بمهارات التواصل والإقناع.
وبفضل العمل الجاد والطموح الذي لا يعرف حدودًا استطاع فارس محمد فؤاد أن يحول شغفه إلى مشروع ناجح متجاوزًا كل العقبات ليحقق حلمه في عالم التجارة لذا فقصته ليست مجرد تجربة شخصية بل رسالة ملهمة لكل شاب يسعى إلى النجاح، مفادها أن الإصرار والتعلم المستمر هما مفتاحا التفوق في أي مجال