كتبت: شهد عمرو فتحي

عندما نستمع إلى أحد كبار السن وهو يتحدث عن ذكرياته في الملاعب ،والمدرجات ،التشجيع، الهتافات، الحماس، والمشاركة الجماعية في لحظات الفوز أو الهزيمة بالنسبة له، كانت المباراة تعني حضورًا حقيقيًا في الاستاد، حيث تتحول الكرة إلى تفاعل اجتماعي ممتع.

لكن الصورة اليوم تغيّرت ، جيل “زد” أعاد تعريف فكرة المتعة والتشجيع، لم يعد من الضروري للبعض منهم حضور المباراة من المدرجات أو حتى متابعتها بالكامل ما يهم هو أن يحدث شيء مثير خلال اللقاء، ليُصنع منه “ميم”، أو لاثارة الجدل علي مواقع التواصل التي تحوّلت بدورها إلى مدرج افتراضي، واستوديو تحليلي، ومنصة مفتوحة للتعبير عن حب الكرة بأسلوب مختلف.

بالنسبة لفئة واسعة من الشباب، ملخص مدته دقيقتين عبر تطبيق أو قناة يوتيوب قد يكون كافيًا لمتابعة أحداث المباراة،  هذا التغيير طال الإعلام الرياضي التقليدي أيضًا البرامج الطويلة فقدت جزءًا كبيرًا من جمهورها الشاب، الذي أصبح يميل إلى المحتوى القصير والسريع. وربما كان من أسباب ذلك ظهور جيل جديد من صنّاع المحتوى، يقدمون تحليلات خفيفة وسريعة، ينتقدون أداء اللاعبين، ويجمعون أبرز اللقطات في دقائق معدودة.

حتى الأندية نفسها بدأت تواكب هذا التحوّل أصبحت أكثر نشاطًا على وسائل التواصل، تنشر مقاطع من التدريبات، ولقطات مرحة من الكواليس، في محاولة للبقاء قريبة من جمهورها الشاب، الذي اصبح أكثر تفاعلًا عبر الشاشات، وأقل حضورًا في المدرجات.

ومع مرور الوقت، بدأت تظهر بعض الآثار السلبية لهذا التغيّر فحماس المدرجات بدأ يتراجع، وأصبح الشغف أحيانًا مجرد تفاعل لا يتجاوز الشاشة لكن، هل هذا يعني أن جيل “زد” فقد علاقته الحقيقية بكرة القدم؟ أم أنه فقط وجد طريقته الخاصة للتعبير عن حبه لها؟

ما يمكن الجزم به هو أن الكرة نفسها تغيّرت، وبالتالي تغيّر معها شكل التشجيع ومن “المدرّج إلى الترند”، اصبح لكل مشجع فرصته في التعبير، وإنتاج محتوى، وصناعة رأي عام، وفي عالم السوشيال ميديا، كل منشور قد يتحوّل إلى “القاضية ممكن”.

Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *