كتب: شهد عمرو- إياد أشرف
دينا عثمان.. الملاكمة التي كسرت القواعد ودخلت عالم «الMMA» بقوة
تُعد الفنون القتالية المختلطة (MMA) من أسرع الرياضات نموًا وأكثرها إثارة في العالم، إذ تجمع بين مهارات الملاكمة، المصارعة، الجوجيتسو، والعديد من الفنون القتالية الأخرى, إنها ليست مجرد قوة جسدية، بل تتطلب سرعة، ذكاء، وتخطيطًا استراتيجيًا داخل الحلبة.
خلال السنوات الأخيرة، ازدهرت هذه الرياضة بشكل ملحوظ، واجتذبت مقاتلين طموحين يسعون لإثبات أنفسهم في منافسات لا تعترف إلا بالأفضل.
دينا عثمان.. من ملاكمة الهواة إلى بطلة تبحث عن العالمية
في عالم MMA، هناك أسماء عديدة تلمع، لكن القليل منها يحمل في طياته قصة كفاح حقيقية.
دينا عثمان، الشابة التي لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، انتقلت من عالم الملاكمة إلى الفنون القتالية المختلطة بخطى ثابتة، مدفوعةً بشغف لا حدود له.
البداية من الملاكمة.. صدفة تحولت إلى شغف
بدأت دينا رحلتها في عالم القتال قبل خمس سنوات، عندما كانت في الـ21 من عمرها, لم يكن الأمر مخططًا، إذ شجعها أحد جيرانها على تجربة الملاكمة، لكنها سرعان ما أدركت أنها وُلدت لهذا المجال.
ومن هنا، انطلقت دينا لتصبح جزءًا من عالم MMA، حيث تتحدى أقوى المقاتلين بمهاراتها الفريدة.
رحلة لم تكتمل بعد.. والطموح بلا حدود
على الرغم من إنجازاتها، تؤكد دينا أن رحلتها لم تصل بعد إلى ما تصبو إليه، فهي تحلم بالمشاركة في نزالات عالمية، حيث يمكنها أن تضع بصمتها في عالم الاحتراف.
ومن بين لحظات الفخر التي لا تُنسى، كانت مباراتها الأولى في الملاكمة، حيث واجهت منافسة قوية حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية, ورغم خسارتها حينها، لم تستسلم، بل عادت أقوى وانتزعت اللقب نفسه في المباراة التالية.
التحدي الأكبر.. تحطيم الصورة النمطية
لم تقتصر معارك دينا على الحلبة فقط، بل امتدت إلى المجتمع من حولها, حتى الآن, لا تزال عائلتها غير متقبلة لفكرة احترافها للفنون القتالية، لكنها تأمل في تغيير هذه النظرة تدريجيًا.
وتشعر دينا بالفخر لأنها تمثل نموذجًا مختلفًا للمرأة القوية، وتثبت أن القتال ليس حكرًا على الرجال.
استعدادات قاسية.. حياة تنقلب رأسًا على عقب قبل كل نزال
قبل أي مباراة، تدخل دينا في نظام قاسٍ يشمل تدريبات مكثفة ونظامًا غذائيًا صارمًا، قد يصل أحيانًا إلى فقدان 15 كيلو جرام خلال شهر واحد فقط للوصول إلى الوزن المطلوب, 🚀 لكن التحدي لا يقتصر على اللياقة البدنية، بل يشمل دراسة الخصم وتحليل نقاط قوته وضعفه لتحقيق التفوق في الحلبة.
عقبات لا تنتهي لكن الإرادة أقوى
إلى جانب معارضة أسرتها، تواجه دينا تحديات أخرى، منها الصورة المجتمعية السائدة التي ترى أن الفنون القتالية ليست مكانًا للمرأة, لكنها تؤمن بأنها الحافز الوحيد لنفسها، وتواجه هذه العقبات بإصرار لتحقيق أحلامها.
جيل زد والانجذاب المتزايد للفنون القتالية
وترى دينا أن الجيل الجديد أصبح أكثر انفتاحًا على الفنون القتالية، بفضل انتشار السوشيال ميديا والاستثمارات المتزايدة في المجال: «لم يعد الأمر يقتصر على الرجال فقط، بل باتت الفتيات أيضًا يدخلن الحلبة بشجاعة، مما يسهم في تغيير مفهوم هذه الرياضة».
تدريب الفتيات.. التحدي الجديد لدينا
حاليًا، تسعى دينا إلى نقل خبرتها إلى الفتيات، لكنها تواجه صعوبة في العثور على لاعبات يمتلكن الشغف والالتزام الكافي, ومع ذلك، فهي مصممة على نشر اللعبة وإلهام المزيد من الفتيات لدخول هذا المجال.
المستقبل.. حلم الوصول إلى العالمية
بهذه الروح القتالية، تستمر دينا عثمان في طريقها، متحديةً كل الصعوبات، وساعيةً لحجز مكانها بين محترفات العالم, إنها لا تحارب فقط في الحلبة، بل تخوض معركة لتغيير المفاهيم، وكسر القيود، وإثبات أن القوة ليست حكرًا على أحد.