كتب: مريم سامي- يوسف حسين
في السنوات الأخيرة، انتشرت رياضة كرة القدم الاستعراضية، المعروفة باسم “فري ستايل”، التي تمنح لاعبيها الحرية المطلقة في تنفيذ حركات بهلوانية مبهرة تجذب الأنظار.
وتحولت هذه الرياضة إلى ظاهرة شبابية تلقى رواجًا كبيرًا بين جيل “زد”، حيث لا تقتصر على كونها مجرد نشاط رياضي، بل أصبحت أسلوب حياة يعكس شخصية اللاعبين ويمنحهم فرصة التعبير عن الذات.
نشأة الفري ستايل وانتشاره عالميًا
تُعرف كرة القدم الاستعراضية بأنها فن التحكم بالكرة باستخدام مختلف أجزاء الجسم، وتشمل مهارات مثل “كيبي يوبي” و”الكيماري”، إلى جانب حركات مستوحاة من الجمباز.
ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الرياضة شائعة عالميًا، وتم تنظيم بطولات دولية لها، حيث يتطلب إتقانها الكثير من التدريب والجهد.
الفري ستايل ليس مجرد مهارات كروية، بل يشمل أيضًا رياضات أخرى مثل:
كرة القدم الحرة (Freestyle Football).
الدراجات الاستعراضية (BMX).
التزلج الحر.
الباركور.
الجمباز الإيقاعي.
ويكمن سحر الفري ستايل في أن كل لاعب يضع بصمته الفريدة، حيث لا توجد قواعد صارمة، بل مساحة مفتوحة للإبداع والتفرد.
لماذا يعشقها جيل زد؟
يبحث جيل زد عن التميز والتعبير عن الذات، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت رياضة الفري ستايل منصة مفتوحة للإبداع.
لم يعد اللاعبون بحاجة إلى بطولات رسمية أو فرق رياضية، بل يكفي هاتف ذكي لنشر مهاراتهم على “تيك توك”، “إنستجرام”، و”يوتيوب”.
وشهدت السنوات الأخيرة انتشار تحديات رياضية حصدت ملايين المشاهدات، مما ساهم في زيادة شعبية هذه الرياضة عالميًا.
من الشارع إلى النجومية.. أبطال الفري ستايل يحققون النجاح
في الشوارع والميادين، وأمام إشارات المرور، تجد “جيمي” يستعرض مهاراته، فيلفت أنظار المارة الذين يتفاعلون معه بحماس.
“جيمي فري ستايل” يحصد الألقاب ويلتقي أبوتريكة
محمد جمال، الشهير بـ”جيمي”، بدأ رحلته مع الفري ستايل في عام 2012 عندما كان طالبًا جامعيًا، بعد أن شاهد لاعبًا يؤدي حركات مبهرة في الشارع: «بالصدفة وأنا ماشي في الشارع, شُفت لاعب فري ستايل وانبهرت بيه، فدوّرت على اللعبة على يوتيوب وبدأت أتعلم الأساسيات».
رغم تفوقه في الملاعب الخماسية، لم يكن يمتلك البنية الجسمانية المناسبة لكرة القدم التقليدية، لكنه وجد شغفه في الفري ستايل.
رحلته إلى القمة
شارك لأول مرة في بطولة عالمية في التشيك وتم تصنيفه ضمن أفضل 120 لاعبًا في العالم.
بعد عام واحد، أصبح من بين أفضل 16 لاعبًا عالميًا.
حصل على درع “تيك توك” كأفضل صانع محتوى رياضي.
تُوج كبطل مصر الأول للفري ستايل عام 2021.
ورغم نجاحاته، لم يتخلَّ عن وظيفته كمهندس، حيث كان يتدرب فقط في وقت فراغه، بمعدل 3 أيام أسبوعيًا.
اللقاء مع أبوتريكة
حقق جيمي إنجازًا آخر عندما التقى بمحمد أبوتريكة، حيث استعرض مهاراته الكروية معه.
نشر جيمي مقاطع الفيديو عبر “تيك توك”، وحققت أكثر من 4 ملايين مشاهدة، وتفاعل معها نحو نصف مليون شخص.
هذا اللقاء لم يكن مجرد استعراض للمهارات، بل لحظة جمعت بين سحر الفري ستايل وأصالة كرة القدم، وأثبتت أن الكرة ليست مجرد لعبة، بل لغة عالمية.
“بيسو فري ستايل”.. موهبة عربية تتألق عالميًا
يعد محمد خالد “بيسو” واحدًا من أشهر لاعبي الفري ستايل في الوطن العربي, بدأ رحلته من الشوارع، وسرعان ما صنع لنفسه اسمًا عالميًا.
حصل على المركز الثاني في مسابقة “ريد بُل ستريت ستايل” لعام 2022.
يمتلك أكثر من 1.1 مليون معجب على تيك توك و250 ألف متابع على فيسبوك.
شارك في برامج تلفزيونية مثل “كابيتانو مصر”، حيث عرض مهاراته الفريدة.
يعتبر “بيسو” مثالًا للإصرار والتفاني، حيث استطاع تحويل شغفه إلى نجاح حقيقي، مؤكدًا أن العمل الجاد يمكن أن يفتح آفاقًا واسعة حتى في رياضات غير تقليدية.
هل يمكن أن تصبح الفري ستايل مهنة؟
مع تزايد الاهتمام بالرياضات الحرة، أصبحت هناك بطولات رسمية وجوائز مالية، إضافة إلى فرص الاحتراف من خلال عقود الرعاية، عروض الأداء في الفعاليات الكبرى، وإنشاء محتوى تعليمي مدفوع على الإنترنت.
أهم بطولات الفري ستايل
Red Bull Street Style
من جانبه, أكد فادي أيمن, أحد منظمي بطولة Red Bull Street Style, أن هذه البطولة هي الأهم في عالم الفري ستايل، حيث تجمع أفضل اللاعبين من مختلف أنحاء العالم, منذ انطلاقها عام 2008، إذ أصبحت منصة رئيسية لمحترفي المهارات الكروية، وتُمثل مزيجًا بين المهارة، الإيقاع، والتعبير الحر بالكرة.
وأوضح أيمن، أن هذه البطولة أسهمت في انتشار الفري ستايل عالميًا، وأصبحت مصدر إلهام للشباب العربي الذين بدأوا يحققون إنجازات على الساحة الدولية.
الفري ستايل.. ترند مؤقت أم رياضة المستقبل؟
يرى البعض أن الفري ستايل مجرد “موضة”، لكن الإحصائيات تشير إلى تزايد شعبيتها، بل إن بعض أنواعها، مثل “البريك دانس”، ستدخل الألعاب الأولمبية.
في النهاية، الفري ستايل ليس مجرد استعراض للمهارات، بل أسلوب حياة يجمع بين الفن، الإبداع، والشغف, فهل تكون هذه الرياضة هي المستقبل لجيل جديد من الرياضيين؟