مقال ـ كتبت: أيسل بهاء الدين

 

تخيل أنه كان يطاردك شخصًا ما و إنتهى الأمر بقتلك في حادثة مروعة ، في الواقع الأمر ليس سهل فا الكل شاهدٌ على موتك، والدتك،أبيك و زوجتك، التي لم تستوعب الصدمة بعد لكن رغمًا عن ذلك تجدك زوجتك في كل مكان ، فا الأمر لم يعد مقتصرًا على الأحلام فقط بل الواقع ذلك انه ستراك في المطار، المغسلة،و المستشفى كذلك، في حقيقة الأمر ذلك لم يصبح خيالًا ذلك أنه قد بدأت الشركات تخطو خطواتها الأولى في عالم الإستنساخ البشري او استنساخ الهوية الرقمية للبشر حيث أنه قد عرضت شركة روسية مبلغ ٢٠٠ ألف دولارًا مقابل أن تسمح ببيع وجهك وصوتك لدى الشركة بغرض استخدامهما في تصنيع الروبوتات التي تخدم البشر في الأماكن العامة، في الحقيقة لا يمكننا أن نترك هذا الخبر يمر مرور الكرام بسهولة ذلك أن خبرًا مثل هذا يجعلنا نود أن نطرح بضعة أسئلة لإستكشاف مغزى مثل ذلك الخبر، أولًا لماذا بالذات وجه بشري معين على الرغم من إمكان الشركات ان تبتكر وجوهًا جديدة؟ هل ذلك لأن الوجوه البشرية لديها قدرة على التفاعل بطريقة ما أم أن الشركة تود أن تستغل رغبة البشر في الخلود بطريقة ما أو بأخرى ؟و ما المسؤولية القانونية التي تنطبق على نسخي الخاصة إذا ما إرتكبت جرمًا أو فعلاً شنيعًا،فهل ستصبح نسختي الخاصة و ذاتي شركاء في الجريمة؟ كل هذه تساؤلات دون إجابة واضحة الحقيقة! ولماذا يتم عرض مبلغ كبير من المال لأجل الإستنساخ هل لضخامة الفكرة أم لإستغلال حاجة البشر إلى المال و الذي يغطي على فظاعة موضوع مثل الإستنساخ؟ و الأهم من ذلك هل بيعنا لوجوهنا وأصواتنا قد يجعل نسخنا فريسة للأنشطة المضللة وغير الأخلاقية مثل التجسس ؟ و أخيرًا بعد كل هذه التساؤلات في النهاية، السؤال الأهم هل ستكون مرتاحًا برؤية نسخة منك تتجول في الأماكن العامة، تبتسم للغرباء، وتتفاعل مع العالم، بينما أنت لم تعد موجودًا؟

Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *