تحقيق

اعداد : اية زهير – عمر ايهاب

 

العائلة، هذه المؤسسة التي ظلت لعقود طويلة حجر الأساس للمجتمعات، تشهد اليوم تحولات جذرية بفعل التغيرات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية , جيل الألفية الثانية، الذي نشأ في عالم مليء بالتحديات والانفتاح، يعيد صياغة مفهوم العائلة، ليس فقط في الأدوار والعلاقات، بل أيضًا في القيم والتقاليد التي كانت تُعتبر ثابتة عبر الأجيال.

هذا التحقيق يلقى الضوء على أبعاد هذا التغير من زوايا متعددة: نفسية واجتماعية وتربوية، بجانب تأثير العادات والتقاليد. فهل نحن أمام صراع بين القديم والجديد؟ أم أن التغير هو جزء طبيعي من تطور المجتمعات؟ وكيف يمكن للعائلة أن توازن بين الأصالة والتجديد في عالم متغير بوتيرة غير مسبوقة؟ ومتى سوف يتم تقبل عادات الجيل الجديد؟

بالنظر إلى هذا التحول، فإننا أمام حدث اجتماعي متفكك. جيل الألفية الثانية يواجه تحديات جديدة تتطلب إعادة تعريف العلاقات الأسرية، سواء من حيث طبيعة الحوار بين أفراد الأسرة، أو الدور الذي تلعبه العادات والتقاليد في تشكيل القرارات والتوجهات الحياتية.

سنستعرض في هذا التحقيق كيف أثرت التكنولوجيا الحديثة على طبيعة التفاعل الأسري،. كما سنتطرق إلى الجانب النفسي الذي يواجهه الجيل الجديد، حيث تزداد الضغوط الناتجة عن محاولتهم تحقيق التوازن بين الانتماء العائلي والسعي نحو تحقيق ذواتهم.

علاوة على ذلك، نبحث في أثر هذه التحولات على التربية، وكيف أصبحت الأساليب التقليدية غير كافية لمواجهة متطلبات العصر. هل تتطلب هذه التحديات نهجًا تربويًا جديدًا يدمج بين الأصالة والتجديد؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الاجتماعية والثقافية في دعم الأسرة لتبقى مرنة أمام هذا التغير؟

في النهاية، سنحاول الإجابة عن السؤال الأهم: هل هذه التحولات تشكل خطرًا على استقرار العائلة التقليدية، أم أنها خطوة طبيعية في مسيرة تطورها لتلائم متطلبات العصر الحديث؟

” أثر التكنولوجيا على التغيرات الأسرية و تعزيز التواصل بين أفرادها “

قال أحمد محمد السن 53 سنة الذين يروا ان لابد من تعايش الجيل الجديد مع التكنولوجيا الحديثة  

الذي يجعل التغيرات الأسرية ايجابية هو الوعى والانفتاح مثال قديما كان دور المرأة مقتصر علي راعيه الاطفال و الاعمال المنزليه وكان علي الرجل العمل لكسب قوت يومه، لذلك كان من النادر ان تجد الزوج يقوم بالاعمال المنزلية اما في عصرنا الحالي فالزوجان يعملان سويا لذلك تجد ان الاثنين يقومون بمعظم الاعمال بتساوي لذ في رأي هذا تطور ايجابيا

للتكنولوجيا اضرار و مميزات يمكن استغلال مميزاتها لتصبح اداه للاطمئنان بين افراد الاسره على بعضهم البعض وتجنب اضرارها التي تسبب العزله في جعل وقت محدد لاستخدامها ولا نستخدمها في اوقات العمل والتجمعات العائليه

يجب على الزوج و الزوجه احترم بعضهم البعض امام الابناء فاذا كبروا يصبحوا مثلهم

للانفتاح دورا كبيرا في تحسين العلاقات بين افراد الاسر والتفاهم بين الاب والام والابناء فقديما وبسبب المعتقدات الراسخه التي اصبح المجتمع الان يستطيع الاستغناء عنها لم يكن هناك ترابط بين الاب وابنائه او الام وبناتها لكن وبعد هذا التطور اصبحت العلاقه اكثر مفهوميه ولزياده المحافظه على هذا الترابط والابتعاد عن العزله كما ذكرنا سابقا يجب على الاب والام والابناء تخصيص وقتا يوميا للاجتماع فيه والتناقش حول ما يدور في يومهم.

 

 

 

 

من جانبه قالت رباب مصطفى السن 49 سنة الذين يروا ان لابد من تعايش الجيل الجديد مع التكنولوجيا الحديثة 

التغيرات الحادثه هي نتاج الانفتاح ففي السابق المراه لم تكن تعمل اما الان المراه والابناء والاب وجميع الاسره تعمل لذلك اصبح الترابط الاسري اقل ولكن على الاسره ان تجد الوقت للاجتماع معا اما التكنولوجيا فهي اداه مهمه جدا للتواصل في الاشخاص الذين يعيشون في الخارج طريقتهم في التواصل مع اهلهم في بلدهم الام هي وسائل التكنولوجيا الحديثه والتي بدونها لم تكن الام لتطمئن على ابنها المغترب او الزوجه الا حين عودته من اغترابه مره او مرتين في السنه

يجب تربيه الابناء في الصغر على الاخلاق والاحاديث النبويه كحديث “تهادوا تحبوا

كما ان هذا الانفتاح خلق الحريه التي حرمت منها الفتيات في عصور كثيره ولكن يجب ان يتبع هذا الانفتاح وتلك الحريه الحدود التي يجب ان يتعلموها في الصغر

وقالت سماهر أحمد بفضل التطور الحادث اصبحت المسافات اكثر والترابط اكثر واصبحت استطيع التواصل مع جميع اصدقائي واقاربي المهاجرين والذين لا اراهم بشكل يومي بكل سهوله مما زاد الود والترابط بيننا

رد عمرو فتحى السن 53 سنة  الذين لا يروا ان يتعايش الجيل الجديد مع التكنولوجيا الحديثة 

وسائل التواصل الاجتماعي فككت الاسر عن بعضها البعض فالان نرى الابناء والاباء جميعهم يجلسون امام الشاشات ولا يعرفون اخبار بعضهم البعض الا من صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي

وفي رايي ان اثر التكنولوجيا السلبي هو الاثر الناتج على تفكك الاسره فيجب على الاب بكونه رب الاسره ان يعيد مره اخرى شمل ابنائه والاجتماع بهم حتى يعود مره اخرى مفهوم الترابط الاسري

علقت نرمين مأمون السن 48 سنة  الذين لا يروا أن يتعايش الجيل الجديد مع التكنولوجيا الحديثة، السوشيال ميديا و الهواتف الحديثة أدت لبعد الاسرة عن بعضها , فاصبحت الاجيال الحاليه ترى اهليهم الاكبر منهم سنا بانهم موضه قديمه وان العادات والتقاليد هي امور سخيفه لا يجب عليهم الالتزام بها

ردت شهد عمرو مصطفى  بالتاكيد حدث التغييرات فقدما كانت الاسره تجتمع لكن الان لا يحدث ذلك كثيرا بسبب انشغال الجميع في عملهم ولكن هذا ليس بالامر السيء بالطبع يجب على الاسره ان تجتمع مره اخرى ويجب ان يعود الترابط مره اخرى ولكن الاهم من الاجتماع هو تعلم احترام الكبير اما عن العادات والتقاليد فمعظم العادات والتقاليد هي مجرد كلام وليس له اساس من الصحه لذلك الجيل الحالي يفضل عدم اتباعها لكن هناك عادات وتقاليد يتبعها لانها من الجانب الاخلاقي والديني صحيحه لكن ليس كل العادات والتقاليد مبادئ اساسيه يجب اتباعها

الأسرة و التوازن بين التقاليد و التكنولوجيا

وقالت مى السيد خليفة استاذ و رئيس قسم علم نفس التربوى كلية تربية جامعة حلوان

لم تؤثر السوشيال ميديا او التكنولوجيا “الهواتف الذكيه” على الاسره بشكل مباشر بل التاثير من الاشخاص انفسهم فبسبب العمل وانشغال الطلاب بالدراسه والاباء في العمل اصبح الاجتماع اقل فلابد على الاباء والامهات من هذا المنطلق ان يخصصه الوقت والحب وان يربوا اولادهم على العادات والتقاليد الصحيحه التي تنشئ انسان سوي و خلوق

 

 

 

 

التكنولوجيا و الاثار النفسيه : تحديات الأسرة الحديثة….

وبهذا الصدد وضح الدكتور على سالم ‏أستاذ علم النفس الاجتماعى بكلية الآداب جامعة حلوان، مسألة تغير دور العائلية و الفجوة الكبيرة التى حدثت ما بين الاجيال سببها الرئيسى هو التطور التكنولوجي الرهيب و اعتماد جيل الالفية التانية علي التكنولوجيا بشكل سريع فقدت معاه الاسرة دورها فى التنشأة الاجتماعية حيث ان الاجيال القديمة تشبعت بفكره الاسرة و تقاليدها و عادتها والاعارف الخاصة بالاسرة و المجتمع كذلك , مع التطور التكنولوجي السريع اصبح هناك زحام قوى علي دور الاسرة  ودفعها جانبًا و أصبحت مؤسسات التواصل الاجتماعي و العالم الافتراضي هو الدافع القوى في تشكيل الافكار للجيل الجديد مع تراخي الجيل القديم في انه يلحق بتلك التطورات  الرهيب التي حدث بفعل الميديا و هذا الذي خلق الفجوة بين الجيل القديم و الجديد و اصبح فيه صعوبه في تقبل مفاهيم الجيل القديم من الجيل الجديد و العكس صحيح من هنا تأتى صراع الاجيال و من هنا بيبدأ ينظر ان جيل الآباء ان الجيل الجديد لا ينتموا اليهم إننا نعيش في جيل يعاني من الفساد، وهذا يتضح من تعليقات الأجيال القديمة حول تصرفات الجيل الحالي، والعكس صحيح. مع وجود هذه الفجوة، يشعر الإنسان بأنه غريب، مما يؤدي إلى تلاشي الانتماء للأسرة وكذلك للمجتمع والدولة. إذا لم نعمل على تطوير لغة حوار مشتركة بين هذه الأجيال وإعادة صياغة العادات والتقاليد بما يتناسب مع أفكار الجيل الجديد، أعتقد أننا سنواجه أزمة حقيقية. من الضروري أن نخلق لغة حوار بين الأجيال وأن نحتوي الجيل الجديد، ونوفر قنوات اتصال موثوقة بعيدًا عن تأثيرات وسائل الإعلام. كما يجب علينا أن نقنع الجيل الجديد بقيمنا وعاداتنا قبل أن نفرضها عليهم.

تغير الادوار بين الاجيال في زمن التواصل الرقمي

ومن جانبه أكدت الدكتورة إيمان جمال أستاذ ودكتور علم الاجتماع العائلة في الماضي كانت تتواصل بشكل مباشر من خلال الزيارات العائلية، بينما الآن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأساسية للتواصل بينهم. العلاقات أصبحت أكثر سطحية وتقتصر على المناسبات. الأدوار تغيرت كثيرًا؛ فكان للأب والأم دور مهم في تنشئة الأطفال، لكن حاليًا تغير دور الأب لأنه يعمل في أكثر من وظيفة، مما أثر على دوره في الأسرة. كما أن دور الأم تغير أيضًا بسبب مشاغل الحياة والعمل، وأصبح تأثيرهم في تنشئة الطفل أقل.

اليوم، لا توجد تقاليد ثابتة لأن جيل الآباء يختلف عن الجيل الحالي، ويرجع ذلك إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا. يُنظر إلى هذا التغيير على أنه نوع من التخلف، حيث اختلفت الأولويات والقيم بين الأجيال. الجيل القديم يركز على التقاليد، بينما الجيل الجديد يركز على التعبير عن الذات والحرية الفكرية. من المهم أن نجد لغة حوار مشتركة ونتقبل وجهات النظر المختلفة، ولا يجب فرض عادات معينة على الجيل الجديد، بل يجب مناقشتها بأسلوب مرن يتسم بالتفاهم.

تحديات العادات و التقاليد فى عصر العولمة : 

قال دكتور السيد عبد الحميد سليمان أستاذ صعوبات التعلم و رئيس قسم علم النفس التربوى سابقًا، العائلة في الماضي كانت أكثر تمسكًا بالعادات والتقاليد، حيث كانت تعتبر جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية التي ترتبط بالعقيدة. أما في الوقت الحالي، فقد حدث خلل في مراكز السلطة، وتغيرت الثقافات الوافدة، مما أدى إلى اختلال مراكز السلطة التي كانت تتركز في الماضي حول الأب. اليوم، أصبحت السلطة موزعة بين الأب والأم والأبناء.

التغيرات الثقافية والعولمة، بالإضافة إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى، أثرت بشكل كبير على عادات الأسرة، مما جعلها أقل التزامًا بتقاليدها. فمع وفود ثقافات جديدة، أصبحت التحديات ثقافية واقتصادية، حيث زادت الطموحات الأسرية في ظل قلة الإمكانيات، مما يخلق صراعات جديدة داخل الأسرة.

Shares:
Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *