في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، يواجه الشباب من جيل زد معضلة الرواتب المتدنية التي لا تتناسب مع تكاليف المعيشة المتزايدة.
هذه الأزمة تدفعهم إلى البحث عن حلول جديدة للتأقلم مع الأوضاع الاقتصادية الحالية، والتفكير في استراتيجيات طويلة الأجل لتحسين أوضاعهم المالية.
الإحصائيات
أكد اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن البيانات والإحصاءات التي يوفرها الجهاز تلعب دورًا محوريًا في مساعدة صانعي القرار على مواجهة التحديات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بمستويات الأجور وفرص العمل.
وأوضح بركات أن الجهاز يعتمد على مسوح دورية متخصصة مثل مسح القوى العاملة، ومسح التوظف والأجور وساعات العمل، لتقديم صورة دقيقة عن سوق العمل, ووفقًا لهذه البيانات، يتم وضع استراتيجيات لتحسين مستوى معيشة الشباب ومواجهة الأزمات الاقتصادية.
خبراء الاقتصاد: التضخم وعدم زيادة الأجور يزيدان الأزمة
يرى الخبير الاقتصادي هاني توفيق, أن تدني الأجور يؤدي إلى تراجع مستوى المعيشة وزيادة معدلات البطالة بين الخريجين, إضافة إلى هجرة الشباب بحثًا عن فرص أفضل.
وأشار إلى أن التضخم المستمر، دون زيادات مناسبة في الأجور، يزيد من تفاقم الأزمة، كما هو الحال في بعض الدول مثل تركيا.
كيف يتعامل الشباب مع تدني الرواتب؟
وقال سيف الحسيني، موظف بشركة Arqam، إن العمل الحر أصبح خيارًا أساسيًا لتحسين الدخل.
وتابع أنه يتبع استراتيجية إدارة المصاريف بترتيب الأولويات كالتالي:
1- المصاريف الأساسية.
2- الادخار.
3- الترفيه.
كما يرى أن العمل عن بُعد يقلل من التكاليف اليومية مثل التنقل والطعام، مما يساعد على توفير مزيد من المال.
في حين أكدت شروق قطب، موظفة بالتأمينات والمعاشات، أن الرواتب المنخفضة تؤثر على إنتاجية الشباب وشعورهم بالتقدير، لكنها ترى أن الحل يكمن في البحث عن مصادر دخل إضافية مثل العمل الحر أو المشاريع الصغيرة لتحقيق استقرار مالي أكبر.
تطوير المهارات سبيل آخر لتحسين الدخل
أميرة محمد عطية، التي تعمل في مدرسة خاصة، أكدت أن تطوير المهارات المطلوبة في السوق يساعد على زيادة الدخل، لكنها تعترف بأن الادخار يظل تحديًا بسبب محدودية الرواتب.
رؤى الخبراء: الحلول تبدأ من إصلاح السياسات الاقتصادية
الدكتور عصام حمادة، أستاذ الاقتصاد بجامعة حلوان، يرى أن الحل يكمن في:
– إصلاح السياسات الاقتصادية.
– تحفيز الاستثمار الأجنبي المباشر.
– تعزيز الإنتاجية.
وأكد أن العوامل المحلية مثل ارتفاع التضخم وتعويم العملة تؤدي إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وتآكل قيمة الرواتب.
حسين الشربيني، خبير الاقتصاد، يقترح:
– توفير دعم اجتماعي مثل التعليم المجاني والرعاية الصحية.
– تقليل الضرائب على العمالة لزيادة الرواتب الفعلية.
نصائح ذهبية للشباب لمواجهة الأزمات المالية
ينصح الخبراء الشباب باتباع استراتيجيات مالية ذكية، مثل:
– إعداد خطط مالية دقيقة وإدارة النفقات بحذر.
– الادخار المنتظم حتى لو كان المبلغ بسيطًا.
– الابتعاد عن الإنفاق على الكماليات.
– استغلال التكنولوجيا في تطوير المهارات وزيادة الدخل.
جيل زد.. بين التحديات والفرص
رغم التحديات الاقتصادية غير المسبوقة، يثبت جيل زد أنه الأكثر مرونة وقدرة على التكيف, فمن خلال تطوير المهارات و وضع خطط مالية محكمة و البحث عن فرص دخل جديدة, يسعى هذا الجيل إلى تجاوز أزمة الرواتب المتدنية، وبناء حياة ومستقبل أكثر استقرارًا.